[right]الأمن الاجتماعي
يعد الأمن بشكل عام حاجة من الحاجات الأساسية الضرورية الملحة لكل بني البشر، إذ لا يوجد إنسان على وجه البسيطة لا يخاف، بغض النظر عن مصدر الخوف ودرجته أو مستواه والنتائج المترتبة عليه. يشير مفهوم الأمن بشكل عام إلى إحساس الفرد بعدم الخوف والطمأنينة على نفسه أو ماله أو أحبائه أو أقاربه أو عشيرته أو غيرهم ممن يساهمون في بناء وتشكيل امن الفرد ذاته بطريقة مباشرة، أو غير مباشرة وبدرجات متفاوتة. يسعى الأفراد إلى تحقيق أمنهم وتبديد مخاوفهم بطرق عدة، منها ما يقوم على أسس مالية اقتصادية، حيث يعتقد الكثير من الأفراد انه وبالمال وحده يستطيع الإنسان أن يكون آمنا من عدد من الأخطار التي قد تواجهه. ومنها ما يقوم على أسس اجتماعية كالأسرة والعشيرة، إذ يحس الإنسان بالأمن بسبب انضمامه أو انتسابه إلى أسرة أو عشيرة أو جماعة اجتماعية كبيرة يلجأ إليها الفرد في حال تعرضه للخطر، كما قد توفر السلطة والقوة الأمن للإنسان وتجعله لا يشعر بالخوف ما دام ممتلكا لها. فيما تشكل العقيدة الدرع الواقي الحقيقي من كل الأخطار، فقد قال الله تعالى (الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب) [الرعد : 28].
إن الأمن يرتبط ارتباطا مباشرا بالفرد ذاته أكثر من ارتباطه بأمن الدولة التي ينتمي إليها أو يقيم فيها، فالإنسان قد لا يكون آمنا على نفسه أو ماله رغم أن الدولة قد تكون آمنة أحيانا، على أن لا يفهم أن امن الدولة ليس مهما في امن الأفراد فامن الدولة يساهم مساهمة كبيرة في زيادة درجة أو مستوى امن الأفراد، ومن هنا فان مفهوم الأمن الإنساني الذاتي قد برز الآن كتحد حقيقي مهم حديث في هذا العصر. إن الأمن حق من الحقوق الأساسية للإنسان وقد جاء القرآن الكريم ليؤكد على أهمية الأمن باعتباره هاجس الأفراد والجماعات والدول، الذي تسعى إلى تحقيقه بكل ما تيسر لها من سبل. لقد ورد ذكر الأمن في آيات كثيرة من آيات القرآن الكريم، أسوق هنا بعضها، بعد بسم الله الرحمن الرحيم.
(وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات من آمن منهم بالله واليوم الآخر قال ومن كفر فأمتعه قليلا ثم أضطره إلى عذاب النار وبئس المصير) [البقرة:126] (أولم نمكن لهم حرما آمنا يجبى إليه ثمرات كل شيء رزقا من لدنا) [القصص:57]. (ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين) [البقرة : 155].
إن علماء الغرب وعلماء علم النفس تحديدا قد تنبهوا لأهمية الأمن في حياة الإنسان أيضا، فوضعوا الأمن على رأس الحاجات ضمن تصنيفه للحاجات الإنسانية من خلال هرمه المعروف بهرم الحاجات الإنسانية، فالإنسان غير الآمن لا يستطيع أن ينجز عملا ويكون شغله الشاغل البحث عن الأمن مما قد يحول حياته إلى مأساة حقيقية ويورثه الكثير من الأمراض العضوية والنفسية. أن الأردن والحمد لله يعد واحة امن واستقرار على مستوى المنطقة جميعا، ولهذا فان انجاز أبناء الأردن مقارنة مع غيرهم وعلى مختلف الصعد والمجالات يعتبر متميزا ومتفوقا ومتقدما. لقد برزت في الآونة الأخيرة بعض المشكلات المتمثلة بانتشار بعض الظواهر الغريبة المستهجنة في مجتمعنا الأردني الطيب كالمخدرات والسفاح، والتي تمس الأمن الاجتماعي للإفراد، ولأهمية هذا الموضوع وحساسيته فقد آثرت أن اكتب فيه من اجل المصلحة العامة، خاصة وان كثيرا من وسائل الإعلام قد أخذت في التسابق في نشر مثل هذه الأخبار، كما أن هذه الموضوعات وعبر متابعاتي المتكررة لها وعبر الصحف المختلفة وخاصة الالكترونية منها هي الأكثر قراءة ومتابعة من قبل الأخوة القراء. لقد تعامل الإسلام مع الزنا أو السفاح أو القذف بطريقة رائعة علينا أن نفهمها جميعا، إذ وكما يقول العلماء أن الإسلام بحديثه عن الزنا قد نفاه ونفى وقوعه، ولك اخي القارئ أن تتصور ذلك من خلال نص الآية القرآنية الكريمة الآتية (والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا وأولئك هم الفاسقون)[النور : 4].
إذن لقد اشترط الإسلام وجود أربعة شهداء كبينة لوجوب حد الزنا، ولك أختي / أخي القارئ أن تتصور ربما استحالة حدوث هذا على ارض الواقع وتوفره. إن تناقل مثل هذه الأخبار وإشاعتها على النحو الذي يجري الآن يزعزع الأمن الاجتماعي للأفراد ويغرس في قلوب الناس الشك والريبة والخوف، ويجعل الكثير من الأفراد يظنون ظن السوء ربما بأقرب الناس إليهم ويجعلهم يتصرفون بطريقة مغايرة ومخالفة للمألوف والمنطق والأعراف. لقد سمعت الكثير وربما سمع مثلي البعض مثل هذا الكلام والذي يعكس هذا النوع من الخوف، فمن قائل أن الجامعات قد أصبحت موطنا للمخدرات والرذيلة بدلا من الأخلاق والفضيلة، إلى قائل أن الجامعات تحولت إلى بيوت هوى وعشق بدلا من بيوت علم وهكذا. لقد ترتب على زعزعة الأمن الاجتماعي أن منع بعض الآباء بناتهم تحديدا من الدراسة في الجامعات أحيانا أو منعهن من العمل أحيانا أخرى. إن الأمن حاجة إنسانية فردية ملحة وان على الدولة وبكافة مؤسساتها أن تعمل على توفيره وبطرق علمية سليمة، وان من الضروري العمل على مكافحة الخوف ومصادره ووقفه قبل أن يتفشى ويصبح مرضا خطيرا يغلق على الناس أبوابهم.
[right]
السبت نوفمبر 03, 2012 11:38 am من طرف ميسر الساحوري
» هل تعرف الاردن
السبت نوفمبر 03, 2012 11:37 am من طرف ميسر الساحوري
» الكشافة
السبت نوفمبر 03, 2012 11:32 am من طرف ميسر الساحوري
» عيدية العيد
الجمعة سبتمبر 24, 2010 5:58 pm من طرف هاجر الطيار
» مقارنه بين الأم الهاي والهظيك
الجمعة أغسطس 13, 2010 6:46 am من طرف زائر
» طــــــــــــــــرائف
الإثنين يوليو 05, 2010 8:50 am من طرف هبوشه
» اشترك بمجموعة صعوبات التعلم على الفيس بوك
الأحد يوليو 04, 2010 10:09 am من طرف هاجر الطيار
» حكم ومن أمثال الشعوب
الأحد يوليو 04, 2010 9:59 am من طرف هاجر الطيار
» اضحك شوي
الخميس يونيو 24, 2010 9:04 am من طرف البراعم