الأرغفة الساخنة
منذ مدة وهو يقتحم الطرقات بقدماه الصغيرتين , يحاول أن يحفر على الطريق الأسفلتي آثار أقدامه ليحصل على بضع أرغفة خبز ساخن تسد تلك الأفواه المفتوحة منذ أن أطبق على صدره هذا الحمل الثقيل 0
يفترس الشوارع المزدحمة أحلاما وآمال قد لا يجدها الا بين تلك السيارات السائرة بأختلاف ألوانها وأحجامها , وقد لا يحلو له الا تلك الموسيقى المزعجة التي تنبعث من الزوامير الصاخبة 000 بيب000 بيب أمام الاشارة الضوئية الحمراء كان يبدأ عمل (نور الصغير ) فيحمل المناديل الورقية ويقتحم أفواج السيارات الواقفة 000 المنتظرة حلول اللون الأخضر لطالما حبذ نور اللون الأحمر ولطالما كره الاخضر! يسابق الدقائق المعدودة ويطير راكضا نحو السيارات ليقدم المناديل الورقية للراكبين لعلهم يشترون بعض ما لدية000!كان يفضل دائما الراكبات على الراكبين , على الأقل هن لا يشمتن ولا يوبخن قد يسألنه أحيانا ذلك السؤال المؤلم : لم أنت لست بالمدرسة ؟ أو بصيغة أخرى 0000 في أي صف أنت ؟ سؤالان متكران أحلاهما مر واحابتهما امر , لا تكفي تلك الدقائق القليلة لروي أسباب هذا العمل00كان دائما نور يسبق الاشارة الضوئية بامتياز ! وعند رحيل الشمس يغادر نور مكان عمله متجها نحو الفرن الآلي ليشتري الخبز الساخن وبعض ما يمكن أن يؤكل من السوق الشعبي المجاور للشارع الذي يعمل به0فيحضن الارغفة الساخنة وكأنها شيء منه وكثيرا ما كان ليشمها ويتلمسها بأصابعه الغضة وكأنه يفيض عليها بالكثير من الحنان والود 000 ثم ينطلق الى ذلك المنزل أو بالاحرى بقايا ذلك المنزل يقف لثوان امام تلك الجدران المتشققة والتي نبتت في شقوقها الطحالب من اثر الرطوبة , فيشتم بلا رغبة الفقر 000 رائحة الشقاء يحاول تجاهلها لكنه يعود ليراها متجسدة على الباب الخشبي المتهاوي أوربما هو بنصف باب 000فيدخل بعد ان يخلع حذاءه المهترء بالرزق الذي بيده نحو أخوته وأمه فينسى مواجع النهار وكل ما أدمى قلبه أمام تلك الأبتسامه التي تظهر على وجوه اخوته الشاحبة 0000 ثم يحلم بالغد الأفضل 0000 ثم يبكي ويبكي تحت وسادته الرقيقة ويخفي بداخله أيننا مخنوقا لطالما كان مخنوقا 0 ثم يمضي نور مع أشعة شمس الأصيل من جديد 0000 ليجد رزق يومه الطويل هذا لكنه اليوم سيبيع الورد الأحمر ,انه عيد الحب موسم لابد أن يستغل 0يقف نور بجانب الاشارة الضوئية يرقب الضوء الاحمر تقف السيارات ويركض نور كالعادة ليسابق الوقت 000 مرة00 مرتان ثم ثلاث مرات ثم لم يبقى بيده الا بعض الورود ولابد من بيعها قبل ان تذبل وتفسد ولابد من كسب المزيد من القروش لعله استطاع شراء بعض الحلويات لاخوته وأمه من ذلك الفرن الآلي 000 يزاحم نور السيارات ويختار الشابات هن اكثر عطفا وأيديهن دوما سخية0 سيقف نور لأخر مرة ليبيع آخر وردة 000 فتصبح الاشارة حمراء ويركض نور لاحدى السيارات وينشغل بالنظر لذلك الطفل الذي كان في مثل سنه وهو يجلس في المقعد الامامي لجوار والده وبين يديه قطع حلوى اللذيذةوملونه والارغفة الساخنة الكثيرة , فيخونه تقديرة للوقت ويتأخر في العودة للرصيف فتصبح الاشارة خضراء وتنطلق السيارات وفجأه يحلق نور في الهواء لبضع مترات يرتطم نور بالرصيف الاسمنتي0 من جراء تلك الصدمه التي الحقت بجسده النحيل من احدى السيارات فينزف دم نور امام المارين والسائقين ويغادر بعيدا مع اشعة الشمس بعد ان قدر له الرحيل الى الأبد
00000 لطالما كره نور اللون الأخضر ولطالما أحب الأرغفة الساخنة 0
بقلم الطالبة سجى عواد صابر
منذ مدة وهو يقتحم الطرقات بقدماه الصغيرتين , يحاول أن يحفر على الطريق الأسفلتي آثار أقدامه ليحصل على بضع أرغفة خبز ساخن تسد تلك الأفواه المفتوحة منذ أن أطبق على صدره هذا الحمل الثقيل 0
يفترس الشوارع المزدحمة أحلاما وآمال قد لا يجدها الا بين تلك السيارات السائرة بأختلاف ألوانها وأحجامها , وقد لا يحلو له الا تلك الموسيقى المزعجة التي تنبعث من الزوامير الصاخبة 000 بيب000 بيب أمام الاشارة الضوئية الحمراء كان يبدأ عمل (نور الصغير ) فيحمل المناديل الورقية ويقتحم أفواج السيارات الواقفة 000 المنتظرة حلول اللون الأخضر لطالما حبذ نور اللون الأحمر ولطالما كره الاخضر! يسابق الدقائق المعدودة ويطير راكضا نحو السيارات ليقدم المناديل الورقية للراكبين لعلهم يشترون بعض ما لدية000!كان يفضل دائما الراكبات على الراكبين , على الأقل هن لا يشمتن ولا يوبخن قد يسألنه أحيانا ذلك السؤال المؤلم : لم أنت لست بالمدرسة ؟ أو بصيغة أخرى 0000 في أي صف أنت ؟ سؤالان متكران أحلاهما مر واحابتهما امر , لا تكفي تلك الدقائق القليلة لروي أسباب هذا العمل00كان دائما نور يسبق الاشارة الضوئية بامتياز ! وعند رحيل الشمس يغادر نور مكان عمله متجها نحو الفرن الآلي ليشتري الخبز الساخن وبعض ما يمكن أن يؤكل من السوق الشعبي المجاور للشارع الذي يعمل به0فيحضن الارغفة الساخنة وكأنها شيء منه وكثيرا ما كان ليشمها ويتلمسها بأصابعه الغضة وكأنه يفيض عليها بالكثير من الحنان والود 000 ثم ينطلق الى ذلك المنزل أو بالاحرى بقايا ذلك المنزل يقف لثوان امام تلك الجدران المتشققة والتي نبتت في شقوقها الطحالب من اثر الرطوبة , فيشتم بلا رغبة الفقر 000 رائحة الشقاء يحاول تجاهلها لكنه يعود ليراها متجسدة على الباب الخشبي المتهاوي أوربما هو بنصف باب 000فيدخل بعد ان يخلع حذاءه المهترء بالرزق الذي بيده نحو أخوته وأمه فينسى مواجع النهار وكل ما أدمى قلبه أمام تلك الأبتسامه التي تظهر على وجوه اخوته الشاحبة 0000 ثم يحلم بالغد الأفضل 0000 ثم يبكي ويبكي تحت وسادته الرقيقة ويخفي بداخله أيننا مخنوقا لطالما كان مخنوقا 0 ثم يمضي نور مع أشعة شمس الأصيل من جديد 0000 ليجد رزق يومه الطويل هذا لكنه اليوم سيبيع الورد الأحمر ,انه عيد الحب موسم لابد أن يستغل 0يقف نور بجانب الاشارة الضوئية يرقب الضوء الاحمر تقف السيارات ويركض نور كالعادة ليسابق الوقت 000 مرة00 مرتان ثم ثلاث مرات ثم لم يبقى بيده الا بعض الورود ولابد من بيعها قبل ان تذبل وتفسد ولابد من كسب المزيد من القروش لعله استطاع شراء بعض الحلويات لاخوته وأمه من ذلك الفرن الآلي 000 يزاحم نور السيارات ويختار الشابات هن اكثر عطفا وأيديهن دوما سخية0 سيقف نور لأخر مرة ليبيع آخر وردة 000 فتصبح الاشارة حمراء ويركض نور لاحدى السيارات وينشغل بالنظر لذلك الطفل الذي كان في مثل سنه وهو يجلس في المقعد الامامي لجوار والده وبين يديه قطع حلوى اللذيذةوملونه والارغفة الساخنة الكثيرة , فيخونه تقديرة للوقت ويتأخر في العودة للرصيف فتصبح الاشارة خضراء وتنطلق السيارات وفجأه يحلق نور في الهواء لبضع مترات يرتطم نور بالرصيف الاسمنتي0 من جراء تلك الصدمه التي الحقت بجسده النحيل من احدى السيارات فينزف دم نور امام المارين والسائقين ويغادر بعيدا مع اشعة الشمس بعد ان قدر له الرحيل الى الأبد
00000 لطالما كره نور اللون الأخضر ولطالما أحب الأرغفة الساخنة 0
بقلم الطالبة سجى عواد صابر
السبت نوفمبر 03, 2012 11:38 am من طرف ميسر الساحوري
» هل تعرف الاردن
السبت نوفمبر 03, 2012 11:37 am من طرف ميسر الساحوري
» الكشافة
السبت نوفمبر 03, 2012 11:32 am من طرف ميسر الساحوري
» عيدية العيد
الجمعة سبتمبر 24, 2010 5:58 pm من طرف هاجر الطيار
» مقارنه بين الأم الهاي والهظيك
الجمعة أغسطس 13, 2010 6:46 am من طرف زائر
» طــــــــــــــــرائف
الإثنين يوليو 05, 2010 8:50 am من طرف هبوشه
» اشترك بمجموعة صعوبات التعلم على الفيس بوك
الأحد يوليو 04, 2010 10:09 am من طرف هاجر الطيار
» حكم ومن أمثال الشعوب
الأحد يوليو 04, 2010 9:59 am من طرف هاجر الطيار
» اضحك شوي
الخميس يونيو 24, 2010 9:04 am من طرف البراعم