هذه المحاضره من المحاضرات التي عرضت في المؤتمر الدولي لصعوبات التعلم خلال الفترة 28/10-1/11/1427هـ وللفائدة رغبت بعرضها لكم وسأقوم بعرض المحاضرات وورش العمل بشكل متقطع لتعم الفائدة للجميع.
تمكين غرف المصادر فى علاج صعوبات التعلم واستيعاب ذوى الاحتياجات الخاصة فى المدرسة العادية
إعــــداد
أ.د/ فاروق محمد صادق
جامعة الأزهر – القاهرة
المقدمـــة :
تُعرف غرفة المصادر على أنها غرفة صف بالمدرسة العادية ، ولكنها تُعدل بصورة تتناسب مع أداء عدة وظائف تخدم بها كأحد البدائل التربوية الخاصة فى المدرسة العادية ، وتستطيع الغرفة بقليل من تكامل المجهودات أن ترقى إلى درجة مركز للخدمات التربوية الخاصةَ ، لصالح المدرسة ، وربما المدارس المجاورة فى نفس المنطقة .
ومن أهم ما تتميز به غرفة المصادر دون البدائل الأخرى ، أن التلميذ يستخدم الغرفة لفترة غالباً ما تكون أقل من نصف اليوم المدرسي ، وربما تكون المدة مقابلة لزمن حصة أو حصتين ، وهذا يسمح للطالب أن يكون بالفصل العادي معظم اليوم الدراسي . وذلك بعكس تلميذ الفصل الخاص الذي يبقى كل وقته بفصل التربية الخاصة .
كما أن تلميذ غرفة المصادر قد يتلقى دعماً إضافياً من معلم التربية الخاصة ولكن ذلك يتم فى الفصل العادي .
وعلى أية حال فإن برنامج غرف المصادر أصبح أكثر البدائل شيوعاً فى التربية الخاصة منذ أوائل الثمانينات ( فرند وماكنط Friend & Mc Nutt 1984) .
غرفة المصادر : Resource Room
هى فصل يُجهز بالمواد التعليمية ، والأجهزة والوسائل ومعلم تم تدريبه جيداً ليُشبع احتياجات تلاميذه ( جود Good 1955 ) .
إن معلم غرفة المصادر يكون له كفاءة عالية فى إحدى المجالات أو المواد الدراسية ، ويمكن لمعلمى المدرسة العاديين الاستعانة به فى اختيار المادة التعليمية المناسبة ، أو الطرق المناسبة كمستشار فى المواد التعليمية أو فى حل المشكلات .
النشـأة والتطـور :
بدأ استخدام غرف المصادر تاريخياً منذ الثلاثينات من القرن العشرين مع فئة الإعاقة البصرية ( هاميل وبراون Hammel and Brown 1983 ) ، واتسع استخدامها حتى أصبحت مألوفة فى منتصف الستينات من نفس القرن فى علاجات التعلم ، الإعاقة العقلية البسيطة ، والاضطراب الانفعالى ، وصعوبات التعلم ، والمشكلات السلوكية البسيطة .
وفى أوائل الستينات من القرن العشرين ، ظهرت نماذج لمراكز المصادر التعليمية Educational Resource Centers لتخدم أقسام المناهج والطرق فى كليات التربية وخاصة فى خدمة طلاب التدريب الميدانى الذين كانوا فى أشد الحاجة إلى التعرف واستعارة المصادر التعليمية لاستخدامها فى مرحلة التدريب الميدانى .
وفى الحقيقة أن هذه المراكز كان لها دور كبير فى تحديث عمليات التدريس وخدمة الأجيال الصاعدة من طلبة وطالبات كليات التربية فى الولايات المتحدة .
وظهرت مثل هذه المراكز فى مجالات التربية الخاصة فيما يسمى : Special Education Instructional Material Centers مراكز التربية الخاصة للمواد التدريسية وكانت " خمسة " مراكز فى الولايات المتحدة حتى 1965 وكان إحداها فى جامعة ويسكنسن Wisconsin حيث كان يدرس كاتب المقال، وسرعان ما فضلت الجامعات إنشاء غرف للمصادر التعليمية لتخدم المدارس بدلاً من تركيزها فى أقسام المناهج والطرق بالجامعات حيث كانت الاستعارة والاستخدام والإرجاع ... كلها نظم تعمل ضد مدى الاستفادة من هذه المراكز ، فكان ميلاد " غرف المصادر " Resource Rooms " وعلى نطاق واسع منذ ذلك الوقت فى المدارس العادية أو فى مدارس التربية الخاصة .
أنواع غرف المصادر
تتعدد أنواع غرف المصادر وذلك حسب الفئات التى تخدمها .
أولاً : غرف مصادر تصنيفيه :Categorical
وهو النوع السائد فى كثير من البلاد فمثلاً فئات صعوبات التعلم ، التخلف العقلى ، الاضطراب الانفعالى ، قد يكون لها غرفة واحدة ، أو عدة غرف كل لفئة معينة دون أى تداخل بينها .
ثانياً : غرف مصادر عبر التصنيفية : Cross Categorical
ويتم وضع التلاميذ فيها حسب احتياجاتهم بدلاً من تصنيفهم فئات تقليدية . وربما لا يُمكًن ذلك المعلم من بناء برامج تربوية ملائمة ولكنه يوجه اهتماماته مثلاً إلى الاحتياجات المتشابهة كالحاجات الأكاديمية أو الاجتماعية والبدنية أو السلوكية ، ومن الممكن تعدد غرف المصادر فى المدرسة .
ثالثاً : غرف المصادر غير التصنيفية Non-Categorical
تحتاج هذه الغرف معلمين مدربين على مستوى عال لأن نسبة كبيرة من التلاميذ فى هذه الحالة لا يكونوا مؤهلين لخدمات التربية الخاصة ولكنهم فى خطر ويُعطوا خدمات التربية الخاصة على سبيل التجربة للنظر فى مدى حاجتهم لهذه الخدمات أو غيرها من الخدمات (هالهان وكوفمان Hallahan & Hauffman 1976، جلاس Glass 1983).
فالشبه بين خصائص الإعاقات المختلفة فى المستوى البسيط أو المتوسط يكشف عن خصائص متشابهة فى التعليم بغض النظر عن فئة الإعاقة ؛ فى الذكاء مثلاً ، وأنماط القدرة ، والنمو الاجتماعي ... الخ . فإننا نجد تشابهات أكثر من الاختلافات فى مستويات الخصائص فتقديم الخدمات على أساس عبر تصنيفي هو السائد بين برامج المدارس فى معظم الدول المتقدمة لأن احتياجات التلاميذ هي التي تُملى البرنامج وليس النموذج المطبق .
غرف المصادر فى الميزان
المميــزات :
1- يستفيد التلميذ من تدريبات غرفة المصادر ، مع بقائه مدمجاً مع أصدقائه وزملائه من نفس السن فى الفصل العادي .
2- تُعد برامج غرف المصادر بطريقة منهجية أكلينيكية بواسطة معلم غرفة المصادر بالتعاون مع معلم الفصل العادي .
3- تكون غرفة المصادر أقل تكلفة فى تشغيلها من استراتيجيات أخرى ، ويمكن أن تتعدد غرف المصادر حسب المراحل أو الأعمار أو المستويات .
4- يمكن خدمة عدد أكبر من التلاميذ فى غرفة المصادر وترتيباتها التي تتصف بالمرونة حيث يُنفذ التدريس فى الغرفة ، أو الصف العادي أو غير ذلك حسب الحالة .
5- يمكن التعامل مع الإعاقات والمشكلات البسيطة قبل أن يستفحل أمرها .
6- المعلم ثابت فى المدرسة ولذلك فهو ركن هام فى كل الظروف والأحوال .
7- لا تستخدم غرفة المصادر أية وصمات عند التعامل مع التلاميذ ذوى الاحتياجات الخاصة .
8- يعمل الأخصائيون فى عمليات التقييم والتشخيص والعلاج حسب تعليمات المدرسة أو إلحاح متطلبات أو احتياجات التلاميذ وليس من الضروري أن يتدخل أحد من خارج المدرسة فى سير العملية التعليمية تشخيصاً أو علاجاً . بل يحكمها احتياجات التلميذ وإمكانياته فى إطار المدرسة ومسئولياتها .
9- حيث تتعامل غرفة المصادر مع الإعاقات البسيطة ، فإن الإعاقات المتوسطة أو الشديدة سوف تجد الفصل الخاص أكثر مناسبة لها .
وقد تُصادف برامج غرف المصادر بعض الصعوبات : التي قد تلقى غموضاً على طبيعة العمل ودينامياته داخل غرفة المصادر أو علاقتها بالفصل العادي .
وأهـم هــذه الصعوبــات :
1- توفير الإمكانيات لغرف المصادر وخاصة الترتيبات والأجهزة ، والمعلم الذي يتم تدريبه جيداً على البرامج الفردية وأعمال المساندة والتدريس الدقيق ، والتقييم الرسمي وغير الرسمي .
2- لن يصلح برنامج غرفة المصادر فى التعامل مع كل الإعاقات حتى فى المستوى البسيط فيها ، فإن نتائج هذه البرامج يتأثر بالكثير من العوامل والمتغيرات حتى تأتى نتائجها مكتملة .
3- علاقة غرفة المصادر بالفصل الخاص أو البدائل التربوية الأخرى داخل المدرسة تحتاج إلى كثير من الجهد والترتيبات .
4- عدم إمكانية مشاركة الإدارة المدرسة فى صميم البرنامج التشخيصي أو العلاجي بطرق مباشرة .
5- قصور فى فهم أدوار كل من معلم الفصل العادي وتعاونه مع معلم غرفة المصادر .
6- صعوبة تصور مدى انطلاقة غرفة المصادر فى علاقتها بالبدائل التربوية الأخرى التي يمكن أن تتواجد فى المدرسة العادية .
ترتيبات غرف المصادر فى المدرسة العادية
فى مراحل إنشاء غرف المصادر يقوم فريق العمل بالبحث عن أفضل المدارس التى يمكن أن تقع فيها هذه الخدمات التربوية .
• المدرسة : لابد أن تكون المدرسة ذات إدارة ناضجة إبداعية تبحث عن الجديد وتدعمه ولديها إمكانيات المساحة ، والمعلمين ، والكوادر الأخرى ، كما يجب أن تتميز المدرسة بالإنسانية فى العلاقات بين العاملين فيها .
• المكان : أن يكون الموقع بين الفصول التي تخدمها أو بجوارها ومن المرفوض أن تكون معزولة نائية وبعيدة عن قلب المدرسة .
• الحجم: لا يقل حجمها عن حجم غرف المدرسة ويفضل أن تكون أكبر من الفصل العادي حتى تستوعب كل التجهيزات والأركان المناسبة للأنشطة والتدريس المناسبة لفئات الغرفة .
• المظهر: منظرها جميل مُنظمه بشكل جذاب وفى حالة نظيفة ومرتبة دائماً .
• التجهيزات والأثاث : يكون بديعاً ومريحاً ووظيفياً ويؤدى الغرض منه فى أركان الغرفة المختلفة وهى :
الأكشاك التعليمية Carrells : وهى مكان للاستذكار فى أداء الأعمال والواجبات الفردية بها منظر صغير مثبت بحائط الكشك ، ومرآة على الحائط ولمبة كهربائية فلورسنت للإضاءة وكرسى مناسب لجلوس التلميذ ، وكرسى آخر للمعلم عند الضرورة ( عددها من 4 – 6 أكشاك ) .
• ركن اللغة العربية: ويحتوى القراءة ، والكتابة ، التهجية والإملاء والتخاطب وبه أجهزة التخاطب والوسائل التعليمية ، والتدريبات العلاجية الخاصة بها .
• ركـن الرياضيات: وبه الوسائل التعليمية والتقنية والمواد التعليمية المناسبة للعمليات الحسابية يدوياً وعلى الكمبيوتر .
• ركن النشاط النفسحركى: ويتضمن تدريبات تآزر بين العين واليد ، والأذن واليد ، أو الوقوف ، والجلوس معتدلاً ، وتدريبات أرضية أو على السبورة باليدين أو الأصابع أو الأرجل ... والهدف منها كلها التكامل النفسحركى لأداء مواقف التعلم .
• ركن التكنولوجيا: الكمبيوتر وتدريباته فى المواد الدراسية ، التلفزيون ، والفيديو والانترنت مع وصلات للقنوات الفضائية ( شارع السمسم كمثال ) .
• ملفات التلاميذ : ويجب أن تكون مكتملة المعلومات والمتابعة أولاً بأول حسب واجبات غرفة المصادر .
• المكتبة: وبها كتب مدرسية ، مراجع ، مجلات علمية ، كتب خارجية تساعد فى تحليل المناهج ووضع اختبارات حسب محتوى المناهج والكتب وحسب مستوى التلاميذ فى الغرف كما يمكن تخزين الأشرطة والكاسيتات المناسبة فى المكتبة مع تصنيفها .
• العمل الجماعي: ويفضل الدائرية أو البيضاوية الشكل ، والمقاعد المناسبة لعمر التلاميذ.
• مكان للمعلم: ويتضمن مكتباً صغيراً وكرسياً مناسباً بحيث يسهل له متابعة كل ما يجرى داخل الغرفة .
• الوسائط التعليمية: يمكنها مجاورة غرفة المصادر ويتم التنسيق بينهما لصالح العمل ، ومتابعة الواجبات الفردية أو الجماعية .
إدارة غرفـة المصـادر
يتبع نظام غرفة المصادر إيقاعات متنوعة ولكنها متسقة مع بعضها تماماً ومتزامنة بحيث تساعد كل عملية العمليات الأخرى .. وفى تناسق أيضاً مع الجدول الدراسى اليومى لتلاميذ غرفة المصادر .
الجــدول :
يتضمن الجدول أسماء تلاميذ الغرفة ، وأسماء معلمى الغرفة ، توزيع ساعات العمل، والواجبات على لوحة الحائط ( مثلاً ) وذات جيوب يظهر فيها المواعيد ، والأسماء ، والتكليفات اليومية .
يُستثمر وقت الحصص الإضافية أو حصص المجالات أو الأنشطة فى حضور تلاميذ الغرفة من فصولهم العادية حسب جدول معين ، مرتين أو ثلاث مرات أسبوعياً لمدة ساعة أو ساعتين أو أكثر من ذلك إذا احتاج الأمر .
يأتى التلميذ للغرفة فى الوقت المناسب ، ويكون معلم الغرفة جاهزاً بتدريبات مناسبة فى عمل فردى أو جمعى حسب التحضير ، مع استخدام الوسائل التعليمية والتكنولوجيا المناسبة سواء كان أداء الواجب داخل الكشك التعليمى أو خارجه ، مع تسجيل كل الملاحظات ، والمراجعة مع التلميذ أولاً بأول ، وعلى أن يُعد الدرس القادم قبل ميعاده حسب نوع الصعوبة .
ويقوم معلم الغرفة بالاتصال بمعلم الفصل العادى فى فترات متقاربة زمنياً لمراجعة أحوال التلميذ ومستواه فى الفصل العادى حتى درجة الكفاية التى يعود بعدها التلميذ إلى الفصل العادى نهائياً ، ومع المتابعة المستمرة .
المناهج – والكتب ، والاختبارات المستخدمة فى الغرفة :
هى نفسها المناهج والكتب المستخدمة فى المدرسة وصفوفها وموادها الدراسية .
ويقوم خبراء المشروع بتحليل محتوى المناهج للصفوف مصدر العينة المترددة على الغرفة .
ولابد أن يكون هناك تصور تشخيصى – علاجى لمحتوى المنهج أى لابد أن يكون هناك دليل صعوبات تعلم لكل مادة دراسية يمكن الاعتماد عليه فى التعرف على هذه الصعوبات فى القراءة مثلاً أو الكتابة أو الحساب فى الصفوف منذ الصف الأول ( أو حتى ما قبله ) ويستعان بهذه الجداول أو الأدلة فى تحديد نوع ومدى الصعوبة الموجودة لدى التلميذ .
كما أن معلمى المدرسة ( إذا لم يكن هناك اختبارات مقننة ) يقومون ببناء عدد من الاختبارات التحصيلية المتدرجة ( شبه المقننة ) فى كل مجال صعوبة منذ أول مستويات الدراسة فى الروضة ، فى الصف الأول ، فى الصف الثانى ، ... الخ .
وبذلك : يكون التشخيص وتحديد المستوى ، وتحديد التدريبات العلاجية أمراً ممكناً منهجياً ، كما تكون متابعة مستوى التلميذ بين معلم الغرفة ، ومعلم الفصل العام أمراً ممكناً وميسراً .
مؤتمـر الحالة :
يجتمع فريق العمل كل فترة لمتابعة الحالات فردياً من كل جوانبها ويُدعى أولياء الأمور والاخصائيين للمساهمة بمعلوماتهم الحديثة عن حالة التلميذ ومتابعته .
تمكين غرف المصادر فى علاج صعوبات التعلم واستيعاب ذوى الاحتياجات الخاصة فى المدرسة العادية
إعــــداد
أ.د/ فاروق محمد صادق
جامعة الأزهر – القاهرة
المقدمـــة :
تُعرف غرفة المصادر على أنها غرفة صف بالمدرسة العادية ، ولكنها تُعدل بصورة تتناسب مع أداء عدة وظائف تخدم بها كأحد البدائل التربوية الخاصة فى المدرسة العادية ، وتستطيع الغرفة بقليل من تكامل المجهودات أن ترقى إلى درجة مركز للخدمات التربوية الخاصةَ ، لصالح المدرسة ، وربما المدارس المجاورة فى نفس المنطقة .
ومن أهم ما تتميز به غرفة المصادر دون البدائل الأخرى ، أن التلميذ يستخدم الغرفة لفترة غالباً ما تكون أقل من نصف اليوم المدرسي ، وربما تكون المدة مقابلة لزمن حصة أو حصتين ، وهذا يسمح للطالب أن يكون بالفصل العادي معظم اليوم الدراسي . وذلك بعكس تلميذ الفصل الخاص الذي يبقى كل وقته بفصل التربية الخاصة .
كما أن تلميذ غرفة المصادر قد يتلقى دعماً إضافياً من معلم التربية الخاصة ولكن ذلك يتم فى الفصل العادي .
وعلى أية حال فإن برنامج غرف المصادر أصبح أكثر البدائل شيوعاً فى التربية الخاصة منذ أوائل الثمانينات ( فرند وماكنط Friend & Mc Nutt 1984) .
غرفة المصادر : Resource Room
هى فصل يُجهز بالمواد التعليمية ، والأجهزة والوسائل ومعلم تم تدريبه جيداً ليُشبع احتياجات تلاميذه ( جود Good 1955 ) .
إن معلم غرفة المصادر يكون له كفاءة عالية فى إحدى المجالات أو المواد الدراسية ، ويمكن لمعلمى المدرسة العاديين الاستعانة به فى اختيار المادة التعليمية المناسبة ، أو الطرق المناسبة كمستشار فى المواد التعليمية أو فى حل المشكلات .
النشـأة والتطـور :
بدأ استخدام غرف المصادر تاريخياً منذ الثلاثينات من القرن العشرين مع فئة الإعاقة البصرية ( هاميل وبراون Hammel and Brown 1983 ) ، واتسع استخدامها حتى أصبحت مألوفة فى منتصف الستينات من نفس القرن فى علاجات التعلم ، الإعاقة العقلية البسيطة ، والاضطراب الانفعالى ، وصعوبات التعلم ، والمشكلات السلوكية البسيطة .
وفى أوائل الستينات من القرن العشرين ، ظهرت نماذج لمراكز المصادر التعليمية Educational Resource Centers لتخدم أقسام المناهج والطرق فى كليات التربية وخاصة فى خدمة طلاب التدريب الميدانى الذين كانوا فى أشد الحاجة إلى التعرف واستعارة المصادر التعليمية لاستخدامها فى مرحلة التدريب الميدانى .
وفى الحقيقة أن هذه المراكز كان لها دور كبير فى تحديث عمليات التدريس وخدمة الأجيال الصاعدة من طلبة وطالبات كليات التربية فى الولايات المتحدة .
وظهرت مثل هذه المراكز فى مجالات التربية الخاصة فيما يسمى : Special Education Instructional Material Centers مراكز التربية الخاصة للمواد التدريسية وكانت " خمسة " مراكز فى الولايات المتحدة حتى 1965 وكان إحداها فى جامعة ويسكنسن Wisconsin حيث كان يدرس كاتب المقال، وسرعان ما فضلت الجامعات إنشاء غرف للمصادر التعليمية لتخدم المدارس بدلاً من تركيزها فى أقسام المناهج والطرق بالجامعات حيث كانت الاستعارة والاستخدام والإرجاع ... كلها نظم تعمل ضد مدى الاستفادة من هذه المراكز ، فكان ميلاد " غرف المصادر " Resource Rooms " وعلى نطاق واسع منذ ذلك الوقت فى المدارس العادية أو فى مدارس التربية الخاصة .
أنواع غرف المصادر
تتعدد أنواع غرف المصادر وذلك حسب الفئات التى تخدمها .
أولاً : غرف مصادر تصنيفيه :Categorical
وهو النوع السائد فى كثير من البلاد فمثلاً فئات صعوبات التعلم ، التخلف العقلى ، الاضطراب الانفعالى ، قد يكون لها غرفة واحدة ، أو عدة غرف كل لفئة معينة دون أى تداخل بينها .
ثانياً : غرف مصادر عبر التصنيفية : Cross Categorical
ويتم وضع التلاميذ فيها حسب احتياجاتهم بدلاً من تصنيفهم فئات تقليدية . وربما لا يُمكًن ذلك المعلم من بناء برامج تربوية ملائمة ولكنه يوجه اهتماماته مثلاً إلى الاحتياجات المتشابهة كالحاجات الأكاديمية أو الاجتماعية والبدنية أو السلوكية ، ومن الممكن تعدد غرف المصادر فى المدرسة .
ثالثاً : غرف المصادر غير التصنيفية Non-Categorical
تحتاج هذه الغرف معلمين مدربين على مستوى عال لأن نسبة كبيرة من التلاميذ فى هذه الحالة لا يكونوا مؤهلين لخدمات التربية الخاصة ولكنهم فى خطر ويُعطوا خدمات التربية الخاصة على سبيل التجربة للنظر فى مدى حاجتهم لهذه الخدمات أو غيرها من الخدمات (هالهان وكوفمان Hallahan & Hauffman 1976، جلاس Glass 1983).
فالشبه بين خصائص الإعاقات المختلفة فى المستوى البسيط أو المتوسط يكشف عن خصائص متشابهة فى التعليم بغض النظر عن فئة الإعاقة ؛ فى الذكاء مثلاً ، وأنماط القدرة ، والنمو الاجتماعي ... الخ . فإننا نجد تشابهات أكثر من الاختلافات فى مستويات الخصائص فتقديم الخدمات على أساس عبر تصنيفي هو السائد بين برامج المدارس فى معظم الدول المتقدمة لأن احتياجات التلاميذ هي التي تُملى البرنامج وليس النموذج المطبق .
غرف المصادر فى الميزان
المميــزات :
1- يستفيد التلميذ من تدريبات غرفة المصادر ، مع بقائه مدمجاً مع أصدقائه وزملائه من نفس السن فى الفصل العادي .
2- تُعد برامج غرف المصادر بطريقة منهجية أكلينيكية بواسطة معلم غرفة المصادر بالتعاون مع معلم الفصل العادي .
3- تكون غرفة المصادر أقل تكلفة فى تشغيلها من استراتيجيات أخرى ، ويمكن أن تتعدد غرف المصادر حسب المراحل أو الأعمار أو المستويات .
4- يمكن خدمة عدد أكبر من التلاميذ فى غرفة المصادر وترتيباتها التي تتصف بالمرونة حيث يُنفذ التدريس فى الغرفة ، أو الصف العادي أو غير ذلك حسب الحالة .
5- يمكن التعامل مع الإعاقات والمشكلات البسيطة قبل أن يستفحل أمرها .
6- المعلم ثابت فى المدرسة ولذلك فهو ركن هام فى كل الظروف والأحوال .
7- لا تستخدم غرفة المصادر أية وصمات عند التعامل مع التلاميذ ذوى الاحتياجات الخاصة .
8- يعمل الأخصائيون فى عمليات التقييم والتشخيص والعلاج حسب تعليمات المدرسة أو إلحاح متطلبات أو احتياجات التلاميذ وليس من الضروري أن يتدخل أحد من خارج المدرسة فى سير العملية التعليمية تشخيصاً أو علاجاً . بل يحكمها احتياجات التلميذ وإمكانياته فى إطار المدرسة ومسئولياتها .
9- حيث تتعامل غرفة المصادر مع الإعاقات البسيطة ، فإن الإعاقات المتوسطة أو الشديدة سوف تجد الفصل الخاص أكثر مناسبة لها .
وقد تُصادف برامج غرف المصادر بعض الصعوبات : التي قد تلقى غموضاً على طبيعة العمل ودينامياته داخل غرفة المصادر أو علاقتها بالفصل العادي .
وأهـم هــذه الصعوبــات :
1- توفير الإمكانيات لغرف المصادر وخاصة الترتيبات والأجهزة ، والمعلم الذي يتم تدريبه جيداً على البرامج الفردية وأعمال المساندة والتدريس الدقيق ، والتقييم الرسمي وغير الرسمي .
2- لن يصلح برنامج غرفة المصادر فى التعامل مع كل الإعاقات حتى فى المستوى البسيط فيها ، فإن نتائج هذه البرامج يتأثر بالكثير من العوامل والمتغيرات حتى تأتى نتائجها مكتملة .
3- علاقة غرفة المصادر بالفصل الخاص أو البدائل التربوية الأخرى داخل المدرسة تحتاج إلى كثير من الجهد والترتيبات .
4- عدم إمكانية مشاركة الإدارة المدرسة فى صميم البرنامج التشخيصي أو العلاجي بطرق مباشرة .
5- قصور فى فهم أدوار كل من معلم الفصل العادي وتعاونه مع معلم غرفة المصادر .
6- صعوبة تصور مدى انطلاقة غرفة المصادر فى علاقتها بالبدائل التربوية الأخرى التي يمكن أن تتواجد فى المدرسة العادية .
ترتيبات غرف المصادر فى المدرسة العادية
فى مراحل إنشاء غرف المصادر يقوم فريق العمل بالبحث عن أفضل المدارس التى يمكن أن تقع فيها هذه الخدمات التربوية .
• المدرسة : لابد أن تكون المدرسة ذات إدارة ناضجة إبداعية تبحث عن الجديد وتدعمه ولديها إمكانيات المساحة ، والمعلمين ، والكوادر الأخرى ، كما يجب أن تتميز المدرسة بالإنسانية فى العلاقات بين العاملين فيها .
• المكان : أن يكون الموقع بين الفصول التي تخدمها أو بجوارها ومن المرفوض أن تكون معزولة نائية وبعيدة عن قلب المدرسة .
• الحجم: لا يقل حجمها عن حجم غرف المدرسة ويفضل أن تكون أكبر من الفصل العادي حتى تستوعب كل التجهيزات والأركان المناسبة للأنشطة والتدريس المناسبة لفئات الغرفة .
• المظهر: منظرها جميل مُنظمه بشكل جذاب وفى حالة نظيفة ومرتبة دائماً .
• التجهيزات والأثاث : يكون بديعاً ومريحاً ووظيفياً ويؤدى الغرض منه فى أركان الغرفة المختلفة وهى :
الأكشاك التعليمية Carrells : وهى مكان للاستذكار فى أداء الأعمال والواجبات الفردية بها منظر صغير مثبت بحائط الكشك ، ومرآة على الحائط ولمبة كهربائية فلورسنت للإضاءة وكرسى مناسب لجلوس التلميذ ، وكرسى آخر للمعلم عند الضرورة ( عددها من 4 – 6 أكشاك ) .
• ركن اللغة العربية: ويحتوى القراءة ، والكتابة ، التهجية والإملاء والتخاطب وبه أجهزة التخاطب والوسائل التعليمية ، والتدريبات العلاجية الخاصة بها .
• ركـن الرياضيات: وبه الوسائل التعليمية والتقنية والمواد التعليمية المناسبة للعمليات الحسابية يدوياً وعلى الكمبيوتر .
• ركن النشاط النفسحركى: ويتضمن تدريبات تآزر بين العين واليد ، والأذن واليد ، أو الوقوف ، والجلوس معتدلاً ، وتدريبات أرضية أو على السبورة باليدين أو الأصابع أو الأرجل ... والهدف منها كلها التكامل النفسحركى لأداء مواقف التعلم .
• ركن التكنولوجيا: الكمبيوتر وتدريباته فى المواد الدراسية ، التلفزيون ، والفيديو والانترنت مع وصلات للقنوات الفضائية ( شارع السمسم كمثال ) .
• ملفات التلاميذ : ويجب أن تكون مكتملة المعلومات والمتابعة أولاً بأول حسب واجبات غرفة المصادر .
• المكتبة: وبها كتب مدرسية ، مراجع ، مجلات علمية ، كتب خارجية تساعد فى تحليل المناهج ووضع اختبارات حسب محتوى المناهج والكتب وحسب مستوى التلاميذ فى الغرف كما يمكن تخزين الأشرطة والكاسيتات المناسبة فى المكتبة مع تصنيفها .
• العمل الجماعي: ويفضل الدائرية أو البيضاوية الشكل ، والمقاعد المناسبة لعمر التلاميذ.
• مكان للمعلم: ويتضمن مكتباً صغيراً وكرسياً مناسباً بحيث يسهل له متابعة كل ما يجرى داخل الغرفة .
• الوسائط التعليمية: يمكنها مجاورة غرفة المصادر ويتم التنسيق بينهما لصالح العمل ، ومتابعة الواجبات الفردية أو الجماعية .
إدارة غرفـة المصـادر
يتبع نظام غرفة المصادر إيقاعات متنوعة ولكنها متسقة مع بعضها تماماً ومتزامنة بحيث تساعد كل عملية العمليات الأخرى .. وفى تناسق أيضاً مع الجدول الدراسى اليومى لتلاميذ غرفة المصادر .
الجــدول :
يتضمن الجدول أسماء تلاميذ الغرفة ، وأسماء معلمى الغرفة ، توزيع ساعات العمل، والواجبات على لوحة الحائط ( مثلاً ) وذات جيوب يظهر فيها المواعيد ، والأسماء ، والتكليفات اليومية .
يُستثمر وقت الحصص الإضافية أو حصص المجالات أو الأنشطة فى حضور تلاميذ الغرفة من فصولهم العادية حسب جدول معين ، مرتين أو ثلاث مرات أسبوعياً لمدة ساعة أو ساعتين أو أكثر من ذلك إذا احتاج الأمر .
يأتى التلميذ للغرفة فى الوقت المناسب ، ويكون معلم الغرفة جاهزاً بتدريبات مناسبة فى عمل فردى أو جمعى حسب التحضير ، مع استخدام الوسائل التعليمية والتكنولوجيا المناسبة سواء كان أداء الواجب داخل الكشك التعليمى أو خارجه ، مع تسجيل كل الملاحظات ، والمراجعة مع التلميذ أولاً بأول ، وعلى أن يُعد الدرس القادم قبل ميعاده حسب نوع الصعوبة .
ويقوم معلم الغرفة بالاتصال بمعلم الفصل العادى فى فترات متقاربة زمنياً لمراجعة أحوال التلميذ ومستواه فى الفصل العادى حتى درجة الكفاية التى يعود بعدها التلميذ إلى الفصل العادى نهائياً ، ومع المتابعة المستمرة .
المناهج – والكتب ، والاختبارات المستخدمة فى الغرفة :
هى نفسها المناهج والكتب المستخدمة فى المدرسة وصفوفها وموادها الدراسية .
ويقوم خبراء المشروع بتحليل محتوى المناهج للصفوف مصدر العينة المترددة على الغرفة .
ولابد أن يكون هناك تصور تشخيصى – علاجى لمحتوى المنهج أى لابد أن يكون هناك دليل صعوبات تعلم لكل مادة دراسية يمكن الاعتماد عليه فى التعرف على هذه الصعوبات فى القراءة مثلاً أو الكتابة أو الحساب فى الصفوف منذ الصف الأول ( أو حتى ما قبله ) ويستعان بهذه الجداول أو الأدلة فى تحديد نوع ومدى الصعوبة الموجودة لدى التلميذ .
كما أن معلمى المدرسة ( إذا لم يكن هناك اختبارات مقننة ) يقومون ببناء عدد من الاختبارات التحصيلية المتدرجة ( شبه المقننة ) فى كل مجال صعوبة منذ أول مستويات الدراسة فى الروضة ، فى الصف الأول ، فى الصف الثانى ، ... الخ .
وبذلك : يكون التشخيص وتحديد المستوى ، وتحديد التدريبات العلاجية أمراً ممكناً منهجياً ، كما تكون متابعة مستوى التلميذ بين معلم الغرفة ، ومعلم الفصل العام أمراً ممكناً وميسراً .
مؤتمـر الحالة :
يجتمع فريق العمل كل فترة لمتابعة الحالات فردياً من كل جوانبها ويُدعى أولياء الأمور والاخصائيين للمساهمة بمعلوماتهم الحديثة عن حالة التلميذ ومتابعته .
السبت نوفمبر 03, 2012 11:38 am من طرف ميسر الساحوري
» هل تعرف الاردن
السبت نوفمبر 03, 2012 11:37 am من طرف ميسر الساحوري
» الكشافة
السبت نوفمبر 03, 2012 11:32 am من طرف ميسر الساحوري
» عيدية العيد
الجمعة سبتمبر 24, 2010 5:58 pm من طرف هاجر الطيار
» مقارنه بين الأم الهاي والهظيك
الجمعة أغسطس 13, 2010 6:46 am من طرف زائر
» طــــــــــــــــرائف
الإثنين يوليو 05, 2010 8:50 am من طرف هبوشه
» اشترك بمجموعة صعوبات التعلم على الفيس بوك
الأحد يوليو 04, 2010 10:09 am من طرف هاجر الطيار
» حكم ومن أمثال الشعوب
الأحد يوليو 04, 2010 9:59 am من طرف هاجر الطيار
» اضحك شوي
الخميس يونيو 24, 2010 9:04 am من طرف البراعم