مناهجنا الدراسية.. واضعاف الذاكرة!
لا ينفك خبراء التربية الحديثة عن مهاجمة ما يسمونه مناهج الحفظ والتلقين التي تاسست عليها المناهج التربوية التي درس عليها جيلنا في الخمسينات والستينات، كما كانت كذلك مناهج الاجيال التي سبقتنا، وبعض تلك التي لحقتنا.
ومع أنني أعارض منهج التلقين معارضة شديدة وأراه عقبة امام التطوير التربوي، وأدعم بقوة المناهج الحديثة، وأرجو الا تكون قائمة على فكرة التلقين نفسها، الا أنني اعترض بالقوة نفسها على ربط الحفظ بالتلقين، لان بين المسألتين بونا شاسعا، وقد يكون الخلط الواقع هنا سببا من اسباب غياب دروس المحفوظات عن مدارسنا الحالية، وعن المناهج بشكل عام، وخاصة مناهج اللغة العربية، والكتب التي يدرسها الطلبة والطالبات تأسيسا عليها.
واعتراضي قائم على اساس ان الغاء موضوع المحفوظات قد اضعف ذاكرة الطلبة، وأخل بثقافتهم، وأزعم ان غياب الحفظ نهائيا عن المناهج الدراسية، والكتب المدرسية، وحتى عن مناهج الجامعة ومساقاتها، عنصر فاعل في ضعف الثقافة العامة، لان الطالب الذي لا يعتاد على حفظ بضعة ابيات من الشعر او آيات من القرآن الكريم او حتى فقرات من النثر الجميل، او بعض الحكم والامثال الشعرية منها والنثرية، يصبح اقل ميلا لها في كبره، وان قرأ الكثير.
لا اقول ان الحفظ هو الطريقة الوحيدة لاحياء الذاكرة وتغذيتها، ولكن الذاكرة التي لا تحتفظ ببعض ذلك الشعر والنثر، ولا تغتني بالقرآن الكريم، والاحاديث النبوية الشريفة، تفقد كثيرا من حيويتها، فالحياة ليست قوانين او معادلات كيماوية او نظريات فيزيائية وحيوية، فحسب، وهي الى ذلك تغتني بالادب والشعر القديم والجديد، مع ما آخذه على الشعر الحديث من انه يصعب على الحفظ، ولا يشتمل على الصور والافكار والحكم الجميلة التي يفيض بها الشعر القديم، و(لهذا حديث آخر) غير ان كل هذا لا يجعل المناهج مناهج تلقينية، ولا يمنع ؟ ايضا - من ان تكون المناهج قائمة على أسس حديثة (جدا) ومقترنة باغناء القدرة على التفكير والتحليل والتركيب والنقد والملاحظة والتجريب، وهو ما نتمنى ان تركز عليه المناهج الدراسية والكتب المدرسية الحديثة.
وقد وقعت في يدي، مؤخرا بعض الكتب المدرسية المعتمدة في المملكة الاردنية الهاشمية ومملكة البحرين، فلم أجد فارقا كبيرا بينها، باتجاه التجديد، غير أنني لم ألحظ انها ستساهم في اقصاء سلبيات التلقين، ولكنها بالتأكيد تلغي الحفظ نهائيا مع أنني أجزم بأن الحفظ ليس قرين التلقين، فقد يقترن الحفظ بالشرح والتوضيح والفهم الذي يجعل المادة نفسها سهلة الحفظ ويعطي الطالب، لاحقا، القدرة على نقلها الى غيره باسلوبه - هو - دون حاجة الى الحفظ (الصم) الذي نعتقد ان المناهج الجديدة تحاربه، وكذلك كانت تفعل المناهج القديمة!! أعود الى مسألة التطوير التربوي لاقول اننا نسمع بهذا من زمن طويل، وعلى وجه التحديد منذ حقبة الثمانينات، والى الان، ولا نرى طحنا! ويستطيع بعض التربويين ان يجادلوا في هذا الامر مراء من انفسهم، ولكننا امام مخرجات التعليم سنجد ان النتائج لا تسر كثيرين، واولهم هؤلاء المجادلون! ان مالوا الى الحق! (وللحديث صلة)
السبت نوفمبر 03, 2012 11:38 am من طرف ميسر الساحوري
» هل تعرف الاردن
السبت نوفمبر 03, 2012 11:37 am من طرف ميسر الساحوري
» الكشافة
السبت نوفمبر 03, 2012 11:32 am من طرف ميسر الساحوري
» عيدية العيد
الجمعة سبتمبر 24, 2010 5:58 pm من طرف هاجر الطيار
» مقارنه بين الأم الهاي والهظيك
الجمعة أغسطس 13, 2010 6:46 am من طرف زائر
» طــــــــــــــــرائف
الإثنين يوليو 05, 2010 8:50 am من طرف هبوشه
» اشترك بمجموعة صعوبات التعلم على الفيس بوك
الأحد يوليو 04, 2010 10:09 am من طرف هاجر الطيار
» حكم ومن أمثال الشعوب
الأحد يوليو 04, 2010 9:59 am من طرف هاجر الطيار
» اضحك شوي
الخميس يونيو 24, 2010 9:04 am من طرف البراعم